ضع بصمتك على النت ...

إخوتي وأخواتي في الله:

لا شك أن الدعوة إلى الله هي منهاج الرسل والأنبياء والصالحين، وهي وظيفة العمر والتجارة الرابحة مع الله تبارك وتعالى، وأننا مأمورون بالدعوة إلى الله بنص الكتاب والسنة، فقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على لسان نبيه المصطفى سلم:

"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" {يوسف/108}

وقال تعالى أيضاً:

"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" {النحل/125}

وقال تعالى أيضا:

"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" {فصلت/33}

وقال رسول الله سلم:

"من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2674 خلاصة حكم المحدث: صحيح.



وقال رسول الله سلم أيضاً:

"بلغوا عني ولو آية"
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:3461، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




وفي زمن تعددت فيه وسائل الاتصالات والإعلام، وعمت أنحاء العالم، وأصبح الكثير يتقن التعامل معها، كان من ضمن هذه الوسائل وأروعها الإنترنت أو ما يسمى بالشبكة العنكبوتية، التي تهافت الناس عليها، وأصبح عدد الداخلين إليها يعد بمئات الملايين.



فكان لابد من خلال هذه المجريات أن يكون لأمة الإسلام نصيب من هذه الشبكة والدخول إليها، وكثيراً ما نسمع من أخبار شباب وفتيات جعلوا من هذه الوسيلة طريقة لخدمة دينهم، فقاموا بتصميم مواقع، ونقلوا المحاضرات والدروس إلى شتى بقاع العالم.


فكم من حائر اهتدى...
وكم من مهتدٍ عرف ما يُشكِل عليه عن طريق تلك المواقع...
وكم من خير عمَّ الأرجاء من خلال هذه النافذة الصغيرة التي أصبحت أسهل وسيلة اتصال...


وبالجانب الآخر، كم من الناس يجلس حائراً أمام شاشة الإنترنت كيف يصنع بصمة صالحة من خلاله، وربما صرف وقت جلوسه فيما لا ينفع.


مميزات الدعوة إلى الله على الإنترنت:

1- أنها وسيلة لا تكلفة فيها.
2- أنها ليس فيها مشاكل أمنية :" ادخل الإنترنت واكتب "من قال سبحان الله وبحمده غُرست له نخلة في الجنة"، وانتهى ولن تُسأل أين بطاقتك؟ من الذي أذن لك؟ ونحو ذلك.
3- بالنسبة للأخوات، إذا أرادت الأخت أن يكون لها نشاط دعوي فلن تستطيع أن تلقي محاضرة في مسجد أمام رجال، ولن تستطيع أن تخطب الجمعة، وربما يشق عليها أن تخرج كثيراً، لكن من خلال الإنترنت تستطيع أن توصل دعوتها إلى أعداد كبيرة.
4- أنها وسيلة ينتصر فيها الإنسان على ضعف قدراته إذا كان يخجل أو لا يملك أسلوباً.
5- أن ما تكتبه من خير على الإنترنت يظل باقياً ويستفيد منه الناس، وربما نسيت أنت ما كتبته, ولكنه يبقى بصمة لك وحسنات جاريات حتى بعد وفاتك.



وفيما يلي - بإذن الله تبارك وتعالى- سنسلط الضوء على بعض طرق نشر الخير عن طريق الإنترنت:

1-نشر المقالات الإسلامية النافعة في مختلف المواضيع.
2- تنبيه الناس على بدعة ومنكر يقع من الناس وتحذيرهم منه.
3- وعظ الناس وتذكيرهم.
4- دلالة الناس على محتاج أو خدمة عاجلة.
5- دلالة الناس على بعض مشاريع الخير في الجمعيات الخيرية مثل حملات توزيع المصاحف وتوزيع الملابس وغيرها.
6- إفادة الناس بأخبار جديدة للمسلمين، فما المانع أن أكتب في منتدى معين أن عدد من دخل إلى الإسلام من الألمان في عام 2006 أربعة آلاف شخص، أو أكتب خبراً صحيحاً أبشرهم به مثل: هل تعلم أنه في كل ساعتين يدخل مسلم جديد الإسلام في ألمانيا، وأنه في عام 2025 بإذن الله سيكون الإسلام هو الدين الأول في بلجيكا حسب تقارير الحكومة البلجيكية؟ لكن أهم شيء أن يكون الخبر موثقاً.
7-توفير نسخ الكترونية أو مصورة لبعض الكتب القيمة المصرح بتوفيرها.
8-تسويق بعض الروابط الإسلامية ونشرها قدر المستطاع، وكذلك مواقع لتاريخ الرسول سلم، ومواقع القرءان الكريم، والمواقع والمنتديات الإسلامية الجادة الهادفة.
9- الاشتراك في المجموعات البريدية التي من خلالها يمكنك فقط أن تكتب رسالة فتصل إلى عدد كبير جداً من المشتركين.
10- إصلاح ذات البين بين المتشاحنين.
11- هناك مواقع معينة لدعوة غير المسلمين وغير الناطقين بالعربية.



هذه بعض الوسائل للدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت وهناك الكثير والكثير غيرها، فيمكن لأصحاب المواهب والتخصصات أن يقدموا ما لديهم.


وأضيف أيضاً وسيلة أخرى من وسائل الدعوة إلى الله لمن حباهم الله تبارك وتعالى بموهبة في التصميم أن يصنعوا التصميمات الدعوية التي تحتوي على أدعية أو أذكار أو عبارات دعوية وغيرها، ونشرها على الإنترنت علها تكون سبباًُ في تنبيه غافل أو هداية ضال أو تثبيت مؤمن.


وستجدون طرفاً من ذلك بإذن الله تعالى على هذا الرابط



أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من الدعاة إلى سبيله وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يتقبل منا، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

(بعض الفقرات منقولة من كتاب ضع بصمتك للدكتور محمد العريفي – حفظه الله – بتصرف).