من أدب الإعجاز القرآني
لغة الأرقام في القرآن الكريم
الحروف المفردة
(5)
إعداد وتنسيق
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
ضاحية بيروت الجنوبية, قرية الصدر النموذجية
هو القرآن, وحي الرحمن, مدهش, معجز, فوق ما يعلم الإنسان, من فصاحة, من صياغة, من بلاغة, في أسلوبه, في نظمه, في تراكيبه, في توافيقه, في فواصله, في إشاراته, في تفصيله, في إيجازه, في إسهابه, في بيانه, في أرقامه, في أعداده...
هو القرآن, نقف أمام إعجازه خاشعين, نخر أمامه ساجدين, معظمين, مكبرين الله, رب العالمين...
ففي الإعجاز العددي تساويا, وفي الإعجاز الرقمي تناسبا, وفي تحديد الرقم توازنا, فالأرقام العجيبة, والتوافقات الغريبة, تعتبر وجها من التساوي والتوازن والتناسب والتناسق... وفي كل ذلك دلالة واضحة على أن كل ما في القرآن الكريم, إنما يحكمه الميزان...
والرقم 19 يعتبر الإعجاز العددي للقرآن الكريم, وهو الجانب الذي لا بد أن ندعو به إليه, وهو الوجه الذي لا بد أن نقيمه دليلا على الإعجاز, إنه الدليل الواضح على وجود الله, الموحي إلى الرسل, والأنبياء, ورسالة الموحى إليه, القرآن الكريم, إنه لغة العصر, لغة الجيل, لغة الأرقام, لغة العدد, لغة الحساب والإحصاء...
فالبسملة التي بدأ بها المصحف الشريف, وتبدأ بها كل تلاوة للقرآن الكريم وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية رقم 1 من سورة الفاتحة.
عدد حروفها 19 حرفا.
وعليه فإن الآية الأولى من السورة الأولى في المصحف الشريف تتكون من 19 حرفا.
وفاتحة المصحف الشريف, والتي نصها هو:
بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* إهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين*
( 1 – 7 سورة الفاتحة )
وهذه السورة تتكون من ست آيات بدون البسملة, والتي لا تعتبر آية في أوائل السور الأخرى...
وحاصل ضرب العدد 19 وهو عدد حروف البسملة في عدد آيات الفاتحة بدون البسملة وهو الرقم 6 هو 114 , أي عدد سور القرآن الكريم.
وسورة الناس, وهي آخر سور المصحف الشريف ونصها هو:
قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس *
( 1 – 6 سورة الناس ).
وهكذا فإن عدد آيات آخر السور في المصحف الشريف, تساوي عدد آيات أول المصحف وهو 6, وهي أيضا لا تقرأ إلا مبتدئة بالبسملة, وعددها 19 حرفا, ويكون بالتالي حاصل ضرب الرقم 19 في عدد آياتها وهو 6, هو 114 وهو نفس عدد سور القرآن الكريم...
ومن الواضح أن العلاقة الحسابية بين البسملة وفاتحة المصحف, هي نفس العلاقة بين البسملة وآخر المصحف, وأنها تشير إلى عدد سور المصحف, وبالتالي تقوم على الرقم 19 في 6[center]
منقول