نماذج من أخلاق الرسول
اجتمعت الأخلاق الحميدة في رسول الله
سلم، وتنزه عن الرذائل والعيوب، واختاره اللّه تعالى واصطفاه من بين خلقه لحمل أعظم رسالة، وتعهده بالعناية والتربية قبل النبوة وبعدها وعلمه وهذبه، وأدبه فأحسن تأديبه، حتى بلغت فيه الفضيلة ذروتها، وأثنى اللّه تعالى عليه بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم} (2).
وإليك نماذج من أخلاقه
سلم:
(1) كرمـه
سلم:
كان أكرم الناس وأسخاهم وأجودهم كـما قال ابن عباس- رضي اللّه عنهما-: "كان رسول اللّه
سلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان" وما سئل عن شيء قط فقال: "لا"، واُهدي إلى رسول اللّه
سلم بردة ولبسها، فطلبها رجل فخلعها له. إلى غير ذلك من المواقف التي تدل على كرمه
سلم.
(2) حلمـه وعفـوه:
كان
سلم لا يقول هجراً ولا ينطق هذراً، ولم يكن غليظاً ولا صخاباً ولا فحاشاً، ولا عياباً. قال تعالى: {فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضـوا من حولك} (3). قال أنس بن مالـك- رضي اللّه عنه-: "خدمت النبي
سلم عشر سنين فما قال لي أف ولا:ِ لمَ صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟ " وعفا
سلم عن كفار قريش بعد فتح مكة، وعفا عن الرجل الذي أشهر سيفه يريد قتله، وعن اليهودية التي وضعت له السم، في غزوة خيبر، وعن الرجل الذي سحره.
(3) صـبره وشجاعتـه:
كان عليه الصلاة والسلام من أشد الناس تحملا وصبراً فقد صبر وتحمل أذى قومـه في مكة حينما كذبوه وسخروا منه واتهموه بالجنون والسحر، واعتدوا عليه وحاولوا قتله. وظل متمسكاً بدينه ثابتاً ينشر دعوته بين الناس.
وكان أشجع الناس قال علي- رضي اللّه عنه-: "كنا إذا احمرت الحدق وادلهمّ الخطب أتقينا برسول اللّه
سلم فما يكون أحد أقرب منه إلى العدو".
وثبت عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد حينما دارت الدائرة على المسلمين، وقاتل قتال الأبطال.
وثبت في حنين حينما تراجع أكثر الناس وقاتل الأعداء وهو يقول: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب".
وفـزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبل الصوت فاستقبلهم عليه الصلاة والسلام راجعاً وقد سبقهم وهو يقول: "لم تراعوا، لم تراعوا".
(4) تواضعه عليه الصلاة والسلام:
كان
سلم أبعد الناس عن الكبر والخيلاء متواضعاً للّه تعالى، لم يكن متميزاً عن أصحابه، وكان يجلس وينام على الحصير، ويردف على الدابة، ويقوم في خدمة أهله، ويمازح الصغار والكبار، ولا يقول إلاّ حقّاً. وكان لا يحب الإطراء، ويقول لأصحابه: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد اللّه فقولوا: عبد الله ورسوله".
وكانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيده فتنطلق به في حاجتها.
فيجب علينا نحن المسلمين أن نقتدي به ونسير على هديه، ونتبع سنته
سلم في كل أمورنا حتى نظفر بالسعادة والأمان في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
:مكنتوسةب: