ما هي ضوابط الاستفادة من حفلات الزواج من الناحية الدعوية ؟ وما هي الأفكار التي يمكن أن نطبقها ؟
الجواب :
الداعية إلى الله تعالى يحرص على اغتنام الفرص والاستفادة منها، ومن الفرص اجتماع الناس في المناسبات.
ولا أعرف ضوابط تخص هذا العمل سوى ما في سائر المجالات الدعوية.
أما ما سوى ذلك فهو مجرد آراء شخصية، ولا يسوغ أن نجعلها ضوابط ما لم تكن مستندة على أدلة واضحة.
ورأيي في استثمار مناسبات الزواج ما يأتي:
1 – ليس من المناسب أن تحول إلى مجالس وعظ، لكن لو حضر شخص له قبول، والناس لديهم استعداد للسماع فلا مانع من الحديث مع الحرص على الاختصار قدر الإمكان، فالناس في مناسبة فرح، ويريد أن يرى بعضهم بعضاً، وكثيرا ما يستثقلون الحديث في ذلك.
2 – قد يكون من المناسب إقامة برامج خفيفة، كالمسابقات المنوعة، والبرامج الشعرية ونحوها.
3 – من وسائل استثمار هذه المناسبة توزيع مواد مطبوعة أو مسموعة.
4 – استثمار المناسبة في الأحاديث والحوارت وبناء العلاقات الشخصية.
ويبقى الأمر فيه فرص كثيرة ومجالات متعددة يمكن التفكير فيها، مع مراعاة ألا تكون سببا في إملال الناس وتنفيرهم من الدعاة إلى الله عز وجل.
وقد عقد الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع باباً بعنوان: (كراهة إملال السامع وإضجاره بطول إملاء المحدث وإكثاره).
وقال: "ينبغي للمحدث ألا يطيل المجلس الذي يرويه، بل يجعله متوسطاً ويقتصد فيه؛ حذراً من سآمة السامع وملله، وأن يؤدي ذلك إلى فتوره عن الطلب وكسله. فقد قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فيما بلغني عنه: من أطال الحديث وأكثر القول فقد عرَّض أصحابه للملال وسوء الاستماع. ولأن يدع من حديثه فضلة يعاد إليها أصلح من أن يَفْضُل عنه ما يلزم الطالبَ استماعُه من غير رغبة فيه ولا نشاط له".
وروى بإسناده أن عبيد بن عمير دخل على عائشة - رضي الله عنها- فقالت له:"ألم أحدث أنك تجلس ويجلس إليك؟ قال: بلى. قالت: فإياك وإملال الناس وتقنيطهم".
وروى عن الوليد بن مزيد البيروتي قال:"المستمع أسرع ملالاً من المتكلم".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما لعكرمة: حدث الناس كل جمعة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تمل الناس هذا القرآن.
ضوابط الاستفادة من حفلات الزواج من الناحية الدعوية
محمد الدويش