أمير الحق مشرف عام
الاوسمة : صورة السٌّمعَة : 10 عدد المساهمات : 310 المزاج : جيد جدا العمل/الترفيه : طالب تاريخ الميلاد : 01/08/1993 تاريخ التسجيل : 16/01/2011 البلد : المغرب
| موضوع: ثلاثية نبوية....ثلاث من الإيمان 16/1/2011, 16:43 | |
|
ثلاث من الإيمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» أخرجه البخاري ومسلم.
قال الإمام الجليل أبو محمد بن أبي زيد -إمام المالكية بالمغرب في زمنه-: جميعُ آداب الخير تتفرَّع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له الوصيَّة: «لا تغضب»، وقوله: «لا يؤمن أحدُكم حتَّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه» (فتح القوي المتين في شرح الأربعين، لفضيلة الشيخ/ عبد المحسن العباد، ص 62).
دل هذا الحديث على أن الإيمان بالله واليوم الآخر يثمر خيرا، ويدفع إلى العمل بالصالحات، ولا يكون إيمان أحدنا مقبولاً إلا إذا صدقه العمل، لأن سلف هذه الأمة عرفوا لنا الإيمان بأنه قول وعمل واعتقاد، فلا إيمان إلا بهذه الثلاثة، وتعجبني عبارة لأحد علماء عصرنا قال فيها: اجمع في تعريفك للإيمان بين خمسة نونات: قول باللسان، اعتقاد بالجنان، عمل بالأركان، يزيد بطاعة الرحمن، وينقص بطاعة الشيطان. فمن اعتقد ذلك برئ من الإرجاء، فالمرجئة لا يدخلون العمل في مسمى الإيمان، والله تعالى قال في كتابه: }وما كان الله ليضيع إيمانكم{، والمراد: صلاتكم، فإن الصحابة سألوا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الذين صلوا إلى بيت المقدس قبل نسخ القبلة، فنزلت الآية، فهي دليل على أن العمل من الإيمان.
ولا يقال: العمل شرط في الإيمان، هذا خطأ، فقولك شرط يخرج العمل عن مسمَّى الإيمان، لأن الشرط خارج عن ماهية الشيء، والصحيح أن يقال ما قال سلفنا: العمل من الإيمان. قل بقول السلف ولا تتكلف.
ودل الحديث على أنّ الإيمان باليوم الآخر يحمل على كل خير، وعلى ترك المحرمات، فالإنسان إذا أيقن بأنه صائر إلى ربه اتقاه، ولذلك لما توعد الله المطففين قال: }أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{؟
فمن الإيمان بالله واليوم الآخر ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن تقول خيراً أو أن تسكت
قال الشافعي رحمه الله: معنى الحديث: إذا أراد أن يتكلَّم فليُفكِّر، فإن ظهر أنَّه لا ضرر عليه تكلَّم، وإن ظهر أنَّ فيه ضرراً وشكَّ فيه أمسك.
والخير: كل لفظ يحسب لك في ميزان حسناتك.
وقد دعت هذه الجملة النبوية إلى أحد شيئين:
- قول الخير.
- الصمت.
ومن فعل ذلك حفظ لسانه، والنصوص التي تدعو إلى حفظ اللسان أكثر من أن تحصر، منها:
قوله تعالى: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتيدٌ{. أي: فعلى الإنسان أن يحذر لأن كلماتِه معدودة.ولما سأل أبو موسى t نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: أي المسلمين أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» متفق عليه. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يَزِلُّ بها إلى النار أبعدَ مما بين المشرق والمغرب».
ومعنى «يتبين»: يفكر أنها خير أم لا.
وعند البخاري: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».
وفي جامع الترمذي عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به. قال: «قل: ربيَ الله ثم استقم». قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: «هذا».
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب! وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي» رواه الترمذي.
وقد ثبت عند النسائي عن عبد اللّه بن أبي أوفى رضي اللّه عنهما قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويُقصِّر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة".
ومما يذكر عن عيسى عليه السلام أنه قال: "طوبى لمن خزن لسانه".
والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة جداً.
الوصية الثانية: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
وقد ذهب الأوزاعي والحسن رحمهما الله ومن قبلهما عائشة رضي الله عنها إلى أن حد الجوار أربعون داراً من كل جانب، ولو قال أحد: هذه مسألة ترجع إلى العرف وتحدد به لكان قريبا من الصواب، والعلم عند الله تعالى.
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار في كثير من أحاديثه:
منها:
حديث الترمذي: «خير الجيران عند اللّه: خيرهم لجاره».
وعند الطبراني: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
وعند الترمذي: «أحسن إلى جارك تكن مؤمنا».
وفي صحيح البخاري: «واللّه لا يؤمن، واللّه لا يؤمن، واللّه لا يؤمن». قيل: من يا رسول اللّه؟ قال: «الّذي لا يأمن جاره بوائقه».
وفي المسند وغيره قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: «هي في النار». قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأَقِط، ولا تؤذي جيرانها. قال: «هي في الجنة».
ولذلك كله ثبت في الصحيحين قول نبينا: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه».
ومن حق جارك عليك -كما ورد في بعض الآثار-: إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا مرض عدته، وإذا أصابه خير هنّأته، وإذا أصابته مصيبة عزّيته، وإذا مات اتّبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجبَ عنه الرّيح إلا بإذنه –وهذه يقصر فيها كثير من الناس يكتفي الواحد منهم بإعلان على صحيفة لا يعرف جيرانه اسمها فضلاً عن متابعتهم لها ليتخلص بذلك من سؤال الدنيا، فأين حق الجار؟ وأين الآخرة؟ - ومن حقه: إذا اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده".
الوصية الثالثة: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
وحسبي أن أذكِّر هنا بقصة عظيمة أوردها الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إني مجهود». فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك. حتى قلن كلُّهن مثلَ ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال: «من يضيف هذا الليلة رحمه الله» فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فانطلق به إلى رَحْله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا، إلا قوتُ صبياني. قال: فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج، وأَرِيه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكلَ فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة».
| |
|
imam مشرف عام
الاوسمة : السٌّمعَة : 20 عدد المساهمات : 349 المزاج : جيد جدا تاريخ الميلاد : 26/02/1993 تاريخ التسجيل : 25/04/2010
| موضوع: رد: ثلاثية نبوية....ثلاث من الإيمان 17/1/2011, 03:11 | |
| | |
|
imam acouri عضو ممتاز
الاوسمة : السٌّمعَة : 5 عدد المساهمات : 68 تاريخ الميلاد : 01/08/1993 تاريخ التسجيل : 13/06/2010
| موضوع: رد: ثلاثية نبوية....ثلاث من الإيمان 28/1/2011, 10:25 | |
| | |
|
محب الله مشرف عام
الاوسمة : السٌّمعَة : 10 عدد المساهمات : 269 المزاج : جيد العمل/الترفيه : طالب تاريخ الميلاد : 26/02/1993 تاريخ التسجيل : 28/02/2011 البلد : المغرب
| موضوع: رد: ثلاثية نبوية....ثلاث من الإيمان 4/3/2011, 12:47 | |
| | |
|
anass مراقب عام
الاوسمة : السٌّمعَة : 13 عدد المساهمات : 130 تاريخ التسجيل : 20/09/2010
| موضوع: رد: ثلاثية نبوية....ثلاث من الإيمان 24/9/2011, 11:18 | |
| | |
|