محب الله مشرف عام
الاوسمة : السٌّمعَة : 10 عدد المساهمات : 269 المزاج : جيد العمل/الترفيه : طالب تاريخ الميلاد : 26/02/1993 تاريخ التسجيل : 28/02/2011 البلد : المغرب
| موضوع: أبلـــغ العظــــات للشيخ خالد الراشد 7/3/2011, 03:43 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أبلـــغ العظــــاتللشيخ خالد الراشد تلخيص لأهم النقاط التي تحدث عنها الشيخ خالد الراشد في محاضرته ابلغ العظات :1)كان أسلوب الشيخ مشوق رائع وسهل جدا, تحدث عن الموت وسكرا ته وأهواله وحال المحتضر العاصي وحال المحتضر التقي .2)تحدث عن غفلة القلوب وعن الساهين اللاهيين في هذه الحياة ماذا اعدوا للموت, ماذا اعدوا لحفرة عميقة يبيتون فيها وحدهم .3)حث على كثرة ذكر الموت لترتدع النفس عن المعاصي وحتى تعمل لما بعد الموت .4)ذكر السبب في جعله يكتب هذه المحاضرة وهو أن رسالة جوال وصلت للشيخ : تقول الرسالة من أحد الثقات: لقد تم تغسيل وتكفين 737 جنازة في أربع مغاسل للموتى في الرياض خلال الشهر الذي مضى فقط ؟5)أن الكل سيموت في هذه الحياة وان من حمل جنازة اليوم سيكون محمولا هو غدا ,,, وان من غسل ميتا سيأتي من يغسله … ومن دخل المقبرة زائرا سيدخل يوما ولن يخرج منها.6)ذكر أن الناس في الدنيا عباد الله ثلاثة :إما منهمك في الدنيا مكب على أمورها محب لشهواتها, وإما تائب مهتدي, أو عارف ملتهي... فأيهم أنت ؟؟؟7)وإياك والتسويف وطول الأمل ف والله أكثر بكاء أهل النار من سوف ولعل وعسى, اعلم بارك الله فيك إن كل شيء تفعله باختيارك إلا الموت, فلا خيار لك ستموت شئت أم أبيت.8)إن غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتهم بتوبة وعمل صالح فماذا أعددت لذلك اليوم؟؟؟9) فكيف سيكون حالك ؟إذ على اللوح وضعوك وأخذوك لتغسيلك وتقليبك وأنت لا تملك من الأمر شيئا, ثم كيف أنت إذا حملت على الرقاب, وماذا ستبشر؟ وبما ذا ستنادى ؟10) اسمع ما لأرواح المؤمنين المطيعين من البشارات عند الموت, أولها وأعظمها سلام الله عليه يبلغه إياه ملك الموت ثم يبشره ملك الموت بروح وريحان ويعلم مكانه من الجنة قبل موته, ثم تتابع البشارات.11) قال سلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس, اغتنم شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك, فأنت في زمن الامكان قبل فوات الأوان .12) فان أردت حسن الختام فابدأ بالاستقامة واعلم إنها أعظم الكرامة. نص المحاضرة : تذكر إذا نزل بك هادم اللذات ....تذكر وأنت تنظر إلى هذه الدنيا آخر النظرات..تخيل نفسك عبد الله في نزع الموت وصوره وغمه وآهاته وسكرا ته... وقد بدأ الملك يجذب روحك للموت),بدأت الروح تخرج من أعضاءك عضوا عضوا وبردت القدمان ثم بردت اليدان ثم يبست الشفتان وشخصت العينان تم بلغت الحلقوم, قال تعالى: ( وانتم حينئذ تنظرون), الحالة التي أنت عليها افترضاها للموت ؟؟؟؟؟؟؟قال تعالى:( كل نفس ذائقة الموت), نعم ستموت.... فان لهو نفسي واذكري حفرة البلى وكيف بنا دود المقابر يفعلإلى الله اشكوا لا إلى الناس حالتي صرت في قبري وحيدا مململا أعظكم بالموت وسكرا ته...أعظكم بالقبر وظلماته...أعظكم بالموت ابلغ المواعظ....قال تعالى:({ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجمعة/8]أيها المغرور أما رأيت ميتا من غير سقم....وأيها المستبطيء للمدة أما رأيت مأخوذا من غير عله....والله ستبيت بالقبر وحدك...تبيت وحيدا في التراب وإنما قرين الصحاب في القبر ما كان يعمل ... يا ابن ادام ....فاعتبر بمن كان قبلك...وربي ستندم.. يا ابن ادم فماذا أعددت لذلك اليوم...كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم ترى بالباقين ما يصنع الدهر ...أفق من سكرتك قبل حسرتك, وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقارب, أيها المغرور.....يا سالكا طريق الغافلين, ويا راضيا بطريق الجاهلين, متى ترى هذا القلب القاسي يلين ؟ متى تبيع الدنيا وتشتري الدين ؟ قال تعالى:({ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون } [ الواقعة/83]هل أنت راض عن حالك وهل أنت مستعد للموت لو أتاك اليوم ؟؟؟هل أنت مستعد ؟؟يا غافلا عن اعمل وغره طول الأمل... الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل..... ابلغ العظااااااااااااات .........إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, واشهد أن لا اله إلا الله وحده لاشريك له, واشهد أن محمدا عبده ورسوله, يأيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون, يايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهم رجالا كثيرا ونساء, واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا, يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم, ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. أما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد سلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار,,,, عباد الله لم أكن سأتحدث في هذا الموضوع الذي سأحدثكم فيه, ولكن رسالة جوال وصلتني هي التي جعلتني انتبه وأنبهكم إلى الأمر الذي غفلنا عنه وكان نبينا سلم يكثر الحديث فيه وعنه كانت قلوبهم حيه ومع هذا كانوا يكثرون الحديث في هذا الأمر العظيم وقلوبنا لاهية ساهية غافله فهي والله أحوج لتكرار الحديث عن هذا الأمر مرات ومرات تقول الرسالة من أحد الثقات: لقد تم تغسيل وتكفين 737 جنازة في أربع مغاسل للموتى في الرياض خلال الشهر الذي مضى فقط ؟ فكم هو العدد في مغاسل البلاد من مشرقها ومغربها ! بل كم هو العدد الذي موت في كل يوم هنا وهناك ! السنة ماضيه السنة ماضيه أناس تحييا وأناس تموت وأكثر الناس عن الموت غافلون من أجل هذا جعلت الحديث عن الموت وعظاته جعلت الحديث عن الخطب الأفظع والأمر الأشنع انه : هادم اللذات وقاطع الراحات وجالب الكريهات انه فراق الأحباب وانقطاع الأسباب ومواجهة الحساب , نصحنا نبينا ووعظنا وابلغ فقال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ), ذكر الموت حياه ونسيانه غفلة ومن استحى من الله حق الحيا لم يغفل عن الموت ولا عن الاستعداد للموت ,قال صلى الله عليه وسلم:( من استحيا من الله حق الحياء , فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى,ومن أراد الاخره ترك زينة الحياة الدنيا) وماترك النبي صلى الله عليه وسلم فرصة إلا ذكر أصحابه بالموت وما بعده يقول البراء ابن عابد رضي الله عنه- بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم اذ ابصر جماعه فقال :علا ما اجتمع هؤلاء ؟ قيل على قبر يحفرونه, قال: ففزع سلم وقام من بين يدي اصحابه مسرعا حتى انتهى الى القبر فجثا عليه, قال قال البراء:فاستقبلته من بعيد لأنظر ما يصنع, قال: فبكى حتى بل الثرى من دموعه, ثم اقبل علينا فقال:إي أخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا لمثل هذا اليوم فأعدوا. وهكذا سار السلف من بعد نبيهم سلم يذكرون الموت ويذكرون الناس به, فهذا أويس رحمه الله يخاطب أهل لكوفة قائلا: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم. عباد الله إن في ذكر الموت أعظم الأثر في إيقاظ النفوس وانتشالها من غفلتها, فكان الموت أعظم المواعظ, قيل لبعض الزهاد: ما أبلغ العظات ؟ قال النظر إلى محلة الأموات, وقال آخر: من لم يردعه القران والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع. إن زيارة القبور وشهود الجنائز ورؤية المحتظرين وتأمل سكرات الموت وصورة الميت بعد مماته, يقطع على النفوس لذاتها ويطرد عن القلوب مسراتها, من استعد للموت جد في العمل وقصر الامل, يقول: اللبيبي رأيت أبا إسحاق في حياته يخرج ورقة يقرأها دائما فلما مات نظرت في الورقة, فإذا مكتوب فيها: أحسن عملك فقد دنا أجلك. أحبتي إن الذي يعيش مترقبا للنهاية يعيش مستعدا لها فيقل عند الموت ندمه وحسراته لذا قال شقيقنا البلخي رحمه الله استعد إذا جاءك الموت ألا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة فلا يستجاب لك. أردت من هذه الموعظة إيقاظ القلوب من سباتها وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها, أردت من هذه الموعظة أن يزيد الصالح في صلاحه وان يستفيق الغافل قبل حسرته وقبل مماته, لقد رأيت الحياة تمضي مسرعه ومعظم أهلها في غفلة, ناس يأتون وآخرون يرحلون, أرحام تدفع وارض تبلع والناس غافلون ولا يستيقظون إلا عند معاينة الموت وسكرا ته. أحبتي إن الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة محدودة وستأتي النهاية حتما, فيموت الصالحون والطالحون, ويموت المتقون والمذنبون ويموت الأبطال المجاهدون والجبناء القاعدون ويموت الشرفاء الذين يعيشون للاخره ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة, ويموت أصحاب الهمم العالية ويموت التائهون الذين لا يعيشون إلا من اجل شهوات الفروج والبطون, قال الله جل في علاه: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن/26] وقال:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) , ستموت نعم ستموت إنها الحقيقة التي نهرب منها دائما , إنها الحقيقة التي يسقط عندها جبروت المتجبرين وعناد الملحدين , وطغيان البغاة المتألهين , إنها الحقيقة التي شرب من كأسها العصاة والطائعون وشرب من كأسها الأنبياء والمرسلون , قال الله تعالى ({ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } [ الأنبياء/34] إنها الحقيقة التي تعلن على مدى الزمان والمكان في ذهن كل سامع وفي عقل كل عاقل وفي قلب كل حي إن الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت, قال جل في شأنه ُقال تعالى ( شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ), إنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا مهرب طال الزمان أو قصر, قال تعالى: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجمعة/8] نعم انه ملاقيكم في أي مكان تكونون, ستموت أيها القوي الفتي, أيها الذكي العبقري, أيها الأمير والكبير أيها الفقير والصغير كل باك سيبكى وكل ناع سينعى وكل مدحور سيفنى وكل مذكور سينسى, ليس غير الله يبقى من علا فالله أعلى, اعلم رعاك الله انه من عاش مات ومن مات فات, فمن كان يرجوا لقاء الله فان اجل الله لات, إنما حياتك تبدأ بعد مماتك,,,, يا ابن ادم... أنت الذي ولدتك أمك باكيا والناس حولك يضحكون سرورا فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا اعلم بارك الله فيك أن لا سبيل للخلود في هذه الحياة, فالكل سيموت قال علي رضي الله عنه وأرضاه فلو أن احد يجد إلى البقاء سلما أو لدفع الموت سبيلا, لكان ذالك سليمان ابن داود عليه السلام الذي سخر له ملك الجن والإنس مع النبوة وعظم السلف فلما استكمل اجله ومدته جاءته نبال الموت فأخذته فأصبحت الديار منه خاليه والمسكن معطله, قال الله ({ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ,يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ,فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [ سبأ/14] عباد الله إنما نعظكم بواحدة, أعظكم بالموت وسكرا ته, أعظكم بالقبر وظلماته أعظكم بالموت وكفى بالموت واعظا, انه أعظم المصائب واشد النوائب, سماه الله لعظيم أمره مصيبة, فقال سبحانه:(فإذا انتم ضربتم في الأرض فإصابتكم مصيبة الموت ), انه المصيبة العظمى والرزية الكبرى, ولا نجاة منه إلا أن يكون العبد في دنياه لله طائعا وبشرعة عاملا, إنها الساعة التي تنكشف فيها الحقائق وتتقطع فيها العلائق ويتمنى الإنسان وليت له ما تمنى حينها يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي, إنها الساعات التي يعرف فيها المصير أما إلى نعيم دائم أو إلى عذاب مقيم..... يقول احدهم شهدت ساعة احتضار احد رفقائي العصاة ألمدبري عن الدين المضيعين لأوامر رب العالمين فسألته في ساعة احتضاره ؟ كيف أنت ؟ قال سأدخل النار أنا وفلان وفلان وأنت أن لم ترجع إلى الله ؟انه الموت أعظم المواعظ وابلغها وهو أول خطوة إلى الاخره فمن مات قامت قيامته, قال سلم:( القبر أول منازل الاخره), فدارنا أمامنا وحياتنا الحقيقية هي بعد موتنا أي الاكاسره أين الجبابرة والعصاة الأول اخذ أموالهم سواهم والدنيا دول ركنوا إلى الدنيا الدنية وتبوؤوا رتبا سنيه حتى إذا فرحوا بها سرعتهم أيد المنية, إنما أعظكم بواحدة كم طالب نعى وجار وما راعى الأهل ولا الجار أين من عقد الإصرار, حل به الموت فحل من حلية الأضرار, فاعتبروا يا أولي الأبصار, خرج المغرور من الدنيا ما صحبه سوى الكفن, إلى بيت البلى والعفن آه لو رأيته قد حلت به المحن وتغير ذالك الوجه الحسن, أفق من سكرتك أيا الغافل وتحقق انك عن قريب راحل, يا سالكا طريق الغافلين ويا راضيا بطرق الجاهلين متى ترى هذا القلب القاسي يلين ؟ متى تبيع الدنيا وتشتري الدين ؟ ليت شعري بعد الموت أين تذهب ! رحم الله من اعتبر وتأهب, إني سألت القبر بعدي ما فعلت ؟بعدي وجوه فيك متعفرة ؟فأجابني صيرت ريحهم بعد روائح عطره, وأكلت أجسادا منعمه كان النعيم يهزها نضره, لم يبقى غير جماجم تعرت بيض تلو ح وأعظم نخره, أين الحبيب الذي كان وانتقل أين كثير المال وطويل الأمل ؟ أما خلا كل في لحده مع العمل ؟ أين من تنعم في قصره ؟أليس في قبره نزل !!! آه لو تعلم كيف غدا وصار ؟لقد سال في اللحد صديده, وبلى في القبر جديدة, وهجره حبيبه ووليده, وتفرق عنه حشمه وعبيده, أين تلك المجالس العارية ؟ وأين تلك العيشة الصافية الراضية, خلا والله بما صنع, وما أنقذه الندم وما نفع, إنما أعظكم بواحدة انتبهوا من رقادكم قبل الردى, أيحسب الإنسان إن يترك سدى, إنما هي جنه أو نار ؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار, كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ولم ترى بالباقين ما يصنع الدهرفان كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الريح بعدك والقبر أين الهمم المجدة ؟ أين النفوس المستعدة ؟ أين المتأهبين قبل الشدة ؟ أين المتيقظ قبل انقضاء المدة ؟ إنما أعظكم بواحدة, إن العاقل من راقب العواقب, والجاهل من مضى قدما ولم يراقب, كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب, وكم ظلا م أسدل ستره وأنت في معا صي وعجائب, وكم أسبغ الله عليك النعم, وأنت على معاصيه تواظب, كم صحيفة قد ملئتها بالذنوب والملك كاتب, كم أنذرك الموت يأخذ أقرانك من حولك وأنت ساهي ولا عب, كم أنذرك الموت يا خذ أقرانك وأنت ساهي ولا عب, أفق من سكرتك وتذكر نزول حفرتك, تذكر هجران الأقارب, وتذكر إنما أعظكم بواحدة, آه لألسنن نطقت بالآثام, كيف غفلت عن قول رب الأنام, قال تعالى:({ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ) آه لأيد امتدت إلى الحرام, كيف نسيت قول الملك العلام ,,, قال تعالى:(وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ و [ يس/65آه لأقدام سعت بالإجرام, كيف لم تتدبر قال تعالى:(وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [ يس/65,آه لا جساد تربت على الربا كيف لم تفقه ما نبت على السحت فالنار أولى به , رأى احدهم قريبا له في المنام فقال له : كيف أنت ؟ قال: ندمنا على أمر عظيم, نعلم ولا نعمل وانتم تعلمون ولا تعملون, والله لتسبيحية أو ركعة أو ركعتان في صحيفة احدنا أحب إلينا من الدنيا وما فيها, أين اثر المواعظ ؟ والآيات في قلوبنا, أين اثر كلام الرحمن في حياتنا, اسمع رعاك الله وتدبر الكلام, قال تعالى:( أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ , ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ , مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [ الشعراء/205] تلى بعض السلف هذه الآيات وقال: إذا جاء الموت, لم يغني عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم, يا ابن العشرين كم مات من أقرانك وتخلف, يا ابن الثلاثين أدركت الشباب فما تأثرت ,يا ابن الأربعين ذهب الصبا وأنت على اللهو قد عكفت ,يا ابن الخمسين أنت زرع قد دنا حصاده , لقد تنصفت المئه وما أنصفت , يا ابن الستين هيا إلى الحساب فأنت على معترك المنايا قد أشرفت يا ابن السبعين ماذا قدمت وماذا أخرت ,يا ابن الثمانين لا عذر لك فقد أعذرت , والله واقسم بالله من حمل نعش اليوم سيأتي يوم ويحمل هو على الأكتاف , ومن دخل المقبرة زائرا سيدخل يوما ولن يخرج منها , ومن عاد إلى بيته اليوم سيأتي يوم ولن يعود , كان عمر رضي الله عنه يردد دائما ويقول : كل يوم يقولون مات فلان ومات فلان , وسيأتي يوم يقولون مات عمر , لكن كيف مات ؟؟ تفكروا أحبتي وتيقنوا إن الموت حق لابد منه , قال عمر ابن عبد العزيز لبعض العلماء عظني ؟لست أول خليفة تموت, قال زدني, قال:ليس من آباءك احد إلى ادام إلا ذاق الموت, وسيأتي دورك يا عمر, فبكى لعمر وخر مغشيا عليه,,,,, وكان أبو الدر داء يقول:إذا ذكر الموت فعد نفسك واحد منهم, بنى ابن المطيع دارا ,فلما سكنها بكى ثم قال :والله لولا الموت لكنت بكي مسرورا , ولولا ما تصير إليه من ضيق القبور لقرت أعيننا بالدنيا ,ثم بكى بكاء شديدا حتى ارتفع صوته,,,, في الصحيح :ما منكم احد إلا ويعرض عليه مقعده بالغداة والعشي , أما مقعده في الجنة أو مقعده في النار , سيقال هذا مقعدك , حتى يبعثك الله وصدق من قال :لا تمت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور,,, تفكروا وتيقنوا إن إلا عمال بالخواتيم , فالخوف من سوء الخاتمة هو الذي اقلق قلوب الصديقين وحير أفئدتهم في كل حين , أسالك بالله أما اقض مضجعك هذا الخبر من سيد المرسلين والذي يقول فيه( والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ), وإنما الأعمال بالخواتيم ),,, نعم صدق الذي قال: لأتمت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور , نعوذ بالله من الحور بعد الكور , ومن الضلالة بعد الهدى ,ومن المعصية بعد التقى , يا مقلب القلوب تبث قلوبنا على دينك ,يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك . الموت غيب لا يدري إنسان متى يدركه لذا كان لابد من الاستعداد, قال أبو حازم: كل عمل تكره الموت من اجله تتركه ثم لا يضرك متى مت, آه لو تعلم بأحوال أهل القبور, كم من الموتى في قبورهم يتحسرون, وكم منهم من يسأل الرجعة فلا يقدرون ؟ أما قيل الله حيل بينهم وبين ما يشتهون ؟ما قيمة الحياة ؟ ما قيمة الحياة إذا لم تكن في طاعة الله والاستعداد للقاؤه, قال رسول الله سلم:(خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله ) قال ميمون ابن محراب: لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات, قال تعالى:({ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } [ مريم/84] إن النفس قد يخرج ولا يعود وان العين قد تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله عز وجل , قال علي ابن أبي طلحه عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى (ِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً) , نعد أنفاسهم في الدنيا , وتدبر في قوله تبارك وتعالى ({ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) الملك \2 ) , فقدم الموت على الحياة تنبيها على إن الحياة الحقيقية هي الحياة بعد الموت , عن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ,إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(اللهم من امن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضائك ,واقلل له من الدنيا ,ومن لم يؤمن بك ولم يشهد إني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضائك وأكثر له من الدنيا ) , والناس في الدنيا عباد الله ثلاثة إما منهمك في الدنيا مكب على أمورها محب لشهواتها, وإما تائب مهتدي, أو عارف ملتهي , فأما المنهمك فلا يذكر الموت ويغفل عنه وإذا ذكر عنده كره ذكره لأنه سيقطع لذته ويقطع شهوته , مسكين سيموت لا محالة شاء أم أبى وأما التائب فانه يكثر من ذكر الموت ويحذر منه خوف أن يتخطفه قبل تمام التوبة والتزود من الزاد فلا بأس على هذا فهو في طريقه للاستعداد , وأما العالم فانه يذكر الموت دائما لأنه موعد لقاء حبيبه والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب , قال حذيفه لما حضرته الوفاة حبيب جاء على فاقه لا افلح من ندم ,,,, نعم عباد الله فالموت هائل وخطره عظيم , والناس في غفلة عنه لقلة تفكرهم وذكرهم له , فالموت فاذكره وما وراءه فما لأحد عنه براءة وانه للفيصل الذي يعرف به ما للعبد عند ربه نعم ربما نذكر الموت لكن بقلوب غافله, فليتك تقف على القبر وتذكر أقرانك الذين مضوا قبلك, تأمل أحوالهم تحت التراب, كيف تبددت أجزاءهم في قبورهم وكيف ترملت نساءهم وتيتمت أولادهم من بعدهم, وقسمت أموالهم وخلت منهم مساجدهم ومجالسهم وانقطعت آثارهم وأنت على هذا الطريق تسير والله لن نخرج الأرواح من الدنيا حتى تسمع إحدى البشريين إما ابشر يا عدوا الله في النار أو ابشر يا ولي الله في الجنة, فان أردت حسن الختام فابدأ بالاستقامة واعلم إنها أعظم الكرامة أما قال الله, قال تعالى:({ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ الأحقاف/13], وإياك وإياك والتسويف وطول الأمل ف والله أكثر بكاء أهل النار من سوف ولعل وعسى,,, اعلم بارك الله فيك إن كل شيء تفعله باختيارك إلا الموت, فلا خيار لك ستموت شئت أم أبيت, قال الحسن: فاتقي الله يا ابن ادم لا تجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الخوف والندامة, فاوالذي نفسي بيده إن غاية أمنية الموتى ف بقبورهم حياة ساعة والذي نفسي بيده إن غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتهم بتوبة وعمل صالح فماذا أعددت لذلك اليوم ؟ الذي ستوسد فيه التراب وستفارق فيه الأهل والأصحاب,,,, عن ابن شهاب الزهري إن سعدا ابن أبي وقاص رضي الله عنه لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف فقال كفنوني فيها فاني لقيت المشركين فيها يوم بدر وإنما كنت أخبئها لهذا اليوم لله درك يا سعد وما أحلى كلامك, يقول ابن مصعب كان راس أبي في حجري وهو يقضي يعني يحتضر فرفع رأسه إلي فقال: أي بني ما يبكيك ؟ لمكانك ومارى قد حل بك, قال لا تبكي فان الله لا يعذبني أبدا...واني من أهل الجنة, قال الذهبي صدق والله أليس هو من العشرة المبشرين ؟ أولئك أصحاب النبي وحزبه ولوهما ما كان في الأرض مسلم ولولاهم كادت تميد بأهلها ولكن رواسيها وأوتادها هم, ولولاهم كانت ظلام بأهلها, ولكن هم فيها بدور وأنجم قال تعالى:({ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } [ ق/19] قال ابن كثير يقول الله عز وجل:وجاءت أيها الإنسان سكرة الموت بالحق أي كشفت لك عين اليقين الذي كنت تمتلي فيه ( ذالك ما كنت منه تحيد ), أي هذا هو الذي كنت منه تفر, قد جاءك فلا مجيد ولا مناص, ولا فكاك ولا خلاص, قال تعالى:({ كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ, وقيل من راق , وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ,وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } [ القيامة/29] ,يطلب اهلك الأطباء علهم ينقذونك أو يساعدونك , إن الطبيب له علم يدل به ما كان للمرء في الأيام تأخير حتى إذا ما انتهت أيام رحلته حار الطبيب وخانته العقاقير ,,,قال تعالى:({ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ , وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ [ الواقعة/83] فيالها من ساعة لا تشبهها ساعة يتألم فيها أهل التقى فكيف بأهل الاضاعه, فتخيل نفسك عبد الله في نزع الموت وصوره وغصصه وسكرا ته وغمه وآهاته, وقد بدأ الملك يجذب روحك من قدمك, وبدأت الروح تخرج من أعضاءك عضوا عضوا , فبردت القدمان ثم بردت اليدان ,ثم يبست الشفتان وشخصت العينان , ثم بلغت الحلقوم ,قال تعالى:({ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } [ الواقعة/84] } أما يوم الجنائز فيوم راحة للطيبين ويوم راحة من العصاة والكافرين عن أبي يقتاده إن رسول الله سلم مر عليه بجنازة فقال: مستريح أو مستراح منه, قالو يا رسول الله ما لمستريح وما المستراح منه, قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب, فكم أذاهم بمعاصيه), فكيف سيكون حالك ؟إذ على اللوح وضعوك وأخذوك لتغسيلك وتقليبك وأنت لا تملك من الأمر شيئا, ثم كيف أنت إذا حملت على الرقاب, وماذا ستبشر؟ وبما ذا ستنادى ؟عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, إن رسول الله سلم قال:إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فان كانت صالحه قالت قدموني, وان كانت غير صالحه قالت يا ويلها, يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه لصعق) اسمع ما لأرواح المؤمنين المطيعين من البشارات عند الموت, أولها وأعظمها سلام الله عليه يبلغه إياه ملك الموت ثم يبشره ملك الموت بروح وريحان ويعلم مكانه من الجنة قبل موته, ثم تتابع البشارات فيرى ملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة وتخرج روحه بسهوله ويشهد خروج الروح ملء من الملائكة معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ثم تفوح منه أطيب الروائح وتناديه الملائكة بأحب الأسماء ثم يشيعه ملائكة السماء إلى السماء حتى تصل الروح إلى السماء السابعة ثم تبكي عليه بقاع الأرض التي سار ومشى عليها وتبكي عليه أبواب السماء التي كان يعود منها عمله الصالح, ثم أعظم الكرامات يوم تصل روحه إلى السماء السابعة ينادي الرحمن إن صدق عبدي فاكتبوا كتابه في عليين وأعيدوه إلى الأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى أما أرواح العصاة والكافرين فحسرات وندمات حيل بينهم وبين ما يشتهون, فتتابع الحسرات والمخازي والندامات أولها طلب الرجوع فلا يستجاب لهم, قال تعالى:({ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } [ المؤمنون/99] ,ثم إذا عاين ملك الموت وملائكة العذاب يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا , ثم يبدأ القرع والتوبيخ فكيف إذا توفتهم الملا ئكه تضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق , قال تعالى:({ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [ محمد/27]{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ آل عمران/182] ثم يقال له يا أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج تنزع روحه حتى تتقطع العروق والأعصاب ثم تلعنه الملائكة وتغلق دونه أبواب السماء وينادى بأقبح الأسماء وتخرج منه انتن الروائح ثم ينادى إن كذب فاكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى و ماله من سجن وحبس ضيق مع حزب الشيطان فأي خسارة أعظم من هذه الخسارة يرى مقعده من النار ويضيق عليه في قبره ويصيح بأعلى صوته ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة,إني أبداك من حديثي والحديث له شجون فأردت موضع مرقدي يوما ففارقني سكون القبر أول ليلة بالله قلي ما يكون قال عبد الله ابن العيزاب لابد لابن ادم من بيتين بيت على ظهر الأرض وبيت في بطن الأرض فعمد إلى الذي على الأرض فزخرفه وزينه وجعل فيه أبواب للشمال وأبواب للجنوب ووضع فيه ما يصلحه لصيفه وشتاءه ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض وخربه ودمره فأتى عليه أتي فقال: ارايت هذا البيت ؟ارايت هذا البيت الذي أراك قد أصلحته كم ستقيم فيه ؟ قال لا ادري ؟قال فهذا الذي خربته كم تقيم فيه؟ قال هنا مقامي ؟ فقال تقر بهذا, تقر بهذا وتدعي بأنك عاقل والله لو علم أهل العافية ما تضمنت القبور من الأجساد الباليه لجدوا واجتهدوا في أيامهم الغالية خوفا ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار,,,,, تنبه قبل الموت إن كنت تعقل فعما قليل للمقابر تحمل وتمسي رهيننا في القبور وتنتمي لدى جدل تحت الثرى تتجندل فريدا وحيدا في التراب وإنما قرين الفتى في القبر ما كان يعمل دعي اللهو نفسي واذكري حفرة البلى وكيف بنا دود المقابر يفعل إلى الله أشكو لا إلى الناس حالتي إذا صرت في قبري وحيدا اململ قال مالك ابن دينار: كنا مع الحسن في جنازة فسمع رجلا يقول لرجل, من هذا الميت ؟ قال الحسن هذا أنا وأنت رحمك الله ؟ فأي موعظة أعظم من هذي, لو كان في القلوب حياة ولكن, أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ؟ أفق من سكرتك قبل حسرتك وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقارب, وانهض عن بساط الرقاد وقل أنا تائب, وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالب, فالسائق حديث والحادي مجد والموت طالب,,,,, اسألوا المقابر عن سكانها ؟ اسألوا المقابر عن سكانها ؟واسألوا اللحود عن أهلها, هل بعد الشباب إلا الهرم ؟ وهل بعد الصحة إلا السقم؟؟؟؟ اليوم انتم في الدور وغد ا ستكونون من سكان القبور؟؟؟؟, فيا أيها المغتر بصحته أما رأيت ميتا من غير سقم؟؟؟ وأيها المستبطيء لطول المهلة أما رأيت مأخوذا من غير عله؟؟؟؟ والله ستبيت في القبر وحدك وسيباشر التراب خدك وستنهش الديدان لحمك وعظمك وستبقى رهين عملك فاعتبر بمن مات قبلك وربي ستندم ؟وربي ستندم على تفريطك في صلواتك, وستندم على ضياع أوقاتك ولن ينفعك الندم, قال تعالى (وَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } [ فاطر/37] , تزود من الذي لابد منه فان الموت ميقات العباد وتب مهما جنيت وأنت حي وكن متنبها قبل الرقاد ستندم إن رحلت بغير زاد وستشقى عندما يناديك المناد أترضى إن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد,,,,, قال الحارث ابن إدريس: قلت لداود الطائي أوصني قال:عسكر الموت ينتظرونك ؟؟ ما ابلغ مواعظهم وما أوجزها ,,,,, كان زيد النميري يقول لو كان لي من الموت اجل اعرف مدته لكنت حريا بطول الحزن والكمد حتى يأتيني وقته فكيف وأنا لا اعلم متى أموت ؟؟ في الصباح أم في المساء, أخر الكلام إن كان لك قلب, قال عبد الرحمن ابن يزيد وكان له حظ من دين وعقل, قال لبعض أصحابه الغافلين, يا أبا فلان الحالة التي أنت عليها اترضاها للموت ؟؟قال لا , قال فهل نويت التحويل إلى حال ترضاها للموت قال لا ؟ما تاقت نفسي إلى ذلك بعد ؟قال فهل بعد الموت دار فيها معتمد قال لا ؟ قال لا,من إن يأتيك الموت وأنت على هذه الحال ؟ قال لا, قال والله ما رأيت عاقلا يرضى بهذه الحال ؟ والله ما رأيت عاقلا يرضى بهذه الحال ؟أليس هذا هو حالنا ؟؟ أليس هذا هو حالنا وحال أكثرنا ؟نوم عن الصلوات ؟وتجرأ على المعاصي والمنكرات سؤال أخير أسالك إياه هل أنت راض عن حالك ؟ هل أنت مستعد للموت لو أدركك اليوم ؟ هل أنت مستعد ؟؟ يا غافلا تتمادى غدا عليك ينادى خذ الوصية من سيد المرسلين قبل فوات الأوان, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال, قال سلم لرجل وهو يعظه( اغتنم خمسا قبل خمس, اغتنم شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك), فأنت في زمن الامكان, فأنت في زمن الامكان, أصلح ما بقي يغفر لك ما مضي وما بقي, وألا ستأخذ بما مضى وما بقي, متى نعرف قيمة الحياة ؟؟ إذا عايننا الموت عرفنا قيمة الحياة , تنادي حينها فلا يستجاب لنا , فاتقوا الله عباد الله , اتقوا الله عباد الله واعتبروا بمن مضى من القرون وانقضى واخشوا مفاجأة القضى ,,,,, اللهم أعنا على الموت وسكرا ته ,والقبر وظلماته , ويوم القيامة وكرباته , اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت وبشهادة عند الموت وبرحمة بعد الموت يا رب العالمين , اللهم اجعلنا من التوابين ,واجعلنا من المتطهرين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ,اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا ربنا من الراشدين اللهم اجعل خير عمرنا أخره وخير عملنا خواتيمه وخير أيامنا يوم نلقاك ,اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك , اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همن ولا مبلغ علمنا , اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين , اللهم نور على أهل القبور قبورهم اللهم نور على أهل القبور قبورهم , اللهم نور على أهل القبور قبورهم , اللهم اغفر لهم وارحمهم ويسر أمورهم اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه تحت التراب وحدنا اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا يا حي يا قيوم اغفر لوالدينا ووالد والدينا وكل من له حق علينا يا ذا الجلل ل والاكرا م اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أامتنا وولاة أمورنا واجعل وولاياتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يار ب العالمين وانصر من نصر الدين واخذل من خذل عبادك الموحدين وانصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من اجل إعلاء كلمة دينك وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وقوي عزائمهم واربط على قلوبهم وافرغ عليهم صبرا وثبت الأقدام وفك أسرانا وأسراهم يا رب الأنام ,اللهم انتقم لقراننا , اللهم انتقم لقراننا , اللهم انتقم لقراننا يا رب العالمين , اللهم عليك باليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم والشيوعيين ومن شايعهم ,اللهم عليك بهم وبأعوانهم ,اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ولا يخون عليك يا عليم يا خبير ,ياقوي ياعزيز ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم ,ربنا ظلمن أنفسنا وان لم تفغر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ,استغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين,,,, تم بحمد الله..لا تنسونا من صالح دعائكم :الاميره الراحلة ... | |
|